0
Sep 30, 2019
Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø© القنديلية ÙÙŠ مصر؟
(1) بقلم الأستاذ عمر Ø§Ù„Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠ ÙƒØªØ±Ø¬Ù…Ø© مبسطة للكتاب وإضاءات منه، بقية
الØÙ„قات ÙÙŠ التعليقات على المراجعة، Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© لرابط المصدر.
تاريخ مصر
السياسي Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒ اللي ÙÙŠ تقديري من المناسب اننا نؤرخ له بثورة 1919 اللي
مر عليها 100 سنة بالضبط، ممكن نشو٠Ùيه 3 أنواع رئيسية من الصراع السياسي.
النوع
الأول، ÙˆÙÙŠ تقديري الأهم لمصير البلد وناسها، هو الصراع بين الناس اللي
Ùوق والناس اللي ØªØØª. والصراع ده Ù†ÙØ³Ù‡ ممكن نقسمه بشيء من التبسيط لنوعين
من الصراع، لنقل ÙØ±Ø¹ÙŠÙ† للصراع بين اللي Ùوق واللي ØªØØª.
Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø©
القنديلية ÙÙŠ مصر؟ (1) بقلم الأستاذ عمر Ø§Ù„Ø´Ø§ÙØ¹ÙŠ ÙƒØªØ±Ø¬Ù…Ø© مبسطة للكتاب
وإضاءات منه، بقية الØÙ„قات ÙÙŠ التعليقات على المراجعة، Ø¨Ø§Ù„Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© لرابط
المصدر.
تاريخ مصر السياسي Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒ اللي ÙÙŠ تقديري من المناسب اننا نؤرخ
له بثورة 1919 اللي مر عليها 100 سنة بالضبط، ممكن نشو٠Ùيه 3 أنواع
رئيسية من الصراع السياسي.
النوع الأول، ÙˆÙÙŠ تقديري الأهم لمصير
البلد وناسها، هو الصراع بين الناس اللي Ùوق والناس اللي ØªØØª. والصراع ده
Ù†ÙØ³Ù‡ ممكن نقسمه بشيء من التبسيط لنوعين من الصراع، لنقل ÙØ±Ø¹ÙŠÙ† للصراع بين
اللي Ùوق واللي ØªØØª. Ùمن جهة Ùيه الصراع الاجتماعي الطبقي. ومن جهة تانية،
النضال الديمقراطي، أو الصراع بين الاستبداد والديمقراطية (وطبعاً النضال
الديمقراطي ده اقترن ÙÙŠ زمن الاستعمار بالنضال الوطني من أجل الاستقلال،
وممكن نقول انه ØØªÙ‰ بعد زوال الاستعمار، ÙØ¶Ù„ النضال الديمقراطي وثيق الصلة
بالنضال ضد الامبريالية، ØØªÙ‰ لو كانت العلاقة بتبدو Ø£ØÙŠØ§Ù†Ø§Ù‹ معقدة).
والنوع
التاني، هو صراع داخل صÙو٠الناس اللي Ùوق، يعني صراع على القوة والثروة
والنÙوذ بين "أهل القمة". وده بدوره برضه ممكن تقسيمه Ù„ÙØ±Ø¹ÙŠÙ†. Ùمن جهة Ùيه
صراع على أو داخل جهاز الدولة، وخصوصاً الدولة الصلبة المتمثلة ÙÙŠ أجهزة
الدولة الممسكة Ø¨Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø ÙˆØ£Ø¬Ù‡Ø²Ø© المخابرات بأشكالها المتنوعة. ومن جهة
تانية، Ùيه ما يمكن نسميه صراعات التراكم. يعني Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§ÙØ³Ø§Øª الموجودة على
الصعيد الاقتصادي بين كتل ÙˆÙ…ØµØ§Ù„Ø Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© داخل قطاعات من الرأسمال.
أما النوع الثالث، Ùهو صراع الإسلاميين مع السلطة، وده صراع بيتقاطع بطرق مركّبة مع النوعين الأول والثاني.
نظام
يوليو 1952 ما أوجدش أي ÙˆØ§ØØ¯ من الصراعات دي. لكن ممكن نقول انه أعطى
الصراعات دي، ÙˆÙ„ØØ¯ النهاردة، أشكال جديدة ما كانتش بتتسم بها قبل كدة.
ناخد
مثلاً الصراع بين الناس اللي Ùوق والناس اللي ØªØØª. ÙÙŠ التلاتين سنة (أو
أكتر شوية) التالية لثورة 1919 Ø§Ù„ÙØ±Ø¹ÙŠÙ† بتوع الصراع ده كان Ùيه بينهم صلة
وثيقة ومتزايدة. يعني نضال الكادØÙŠÙ† من عمال ÙˆÙلاØÙŠÙ† من أسÙÙ„ كان هو العامل
الرئيسي اللي Ø¨ÙŠØ¯ÙØ¹ النضال الديمقراطي ضد الاستبداد والنضال الوطني ضد
الاستعمار. لما جاء ضباط يوليو للØÙƒÙ…ØŒ وبشكل أدق لما نظام يوليو رسخ أقدامه
واخد الشكل اللي Ø£ÙØ±Ø²ØªÙ‡ أزمة مارس 54ØŒ عمل ÙØµÙ„ بين اللي ممكن نسميه
"المسألة الاجتماعية" Ùˆ"المسألة الديمقراطية". مش هخش ÙÙŠ ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ ده هنا،
لكن باختصار، بدا ان نظام يوليو ÙÙŠ صيغته الناصرية Ø¨ÙŠÙ†ØØ§Ø² نسبياً للÙقرا
وبيØÙ‚Ù‚ لهم Ø¥ØµÙ„Ø§ØØ§Øª وبيلبي بعض مطالبهم (مؤقتاً زي ما هيبان بعد كدة) ÙÙŠ
مقابل تكميم Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ©.
وأظن ممكن لو تأملنا شوية نلاقي ان عصر ما بعد
يوليو 52 أدخل تغييرات ÙÙŠ الأشكال اللي واخداها كل الصراعات السياسية
المهمة ÙÙŠ مصر، لكن برضه مش هخش ÙÙŠ ده هنا.
اللي ÙØ§Øª ده كان مقدمة
علشان أقول الآتي: خصوصية Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø© السياسية العجيبة اللي اØÙ†Ø§ عايشينها ÙÙŠ
مصر دلوقت، واللي Ù…ØÙŠØ±Ø§Ù†Ø© جدا، ممكن Ø§Ù„ÙˆØ§ØØ¯ يشوÙها كالتالي:
اØÙ†Ø§ ÙÙŠ
Ù„ØØ¸Ø© بتشهد لأسباب معقدة تراجع كبير، ولو مؤقتاً ÙˆØØªÙ‰ لو ظاهرياً Ùقط، ÙÙŠ
النوعين الأول والثالث من الصراع السياسي المذكورين أعلاه، بينما يستعر
النوع التاني من الصراع، ØØªÙ‰ لو بشكل مستتر. الكلام عايز شوية ØªÙˆØ¶ÙŠØØŒ من
غير دخول ÙÙŠ ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ أو تعمق ÙÙŠ التØÙ„يل علشان مش عايز البوست ده يطول قوي
وتجنباً للتوهان.
ÙÙŠ ظل هزيمة ثورة يناير وجو Ø§Ù„Ø¥ØØ¨Ø§Ø· وقلة الØÙŠÙ„Ø©
والخو٠السائد، Ùيه تراجع ÙÙŠ الصراع بين الناس اللي Ùوق والناس اللي ØªØØª.
الطراع ده موجود ØªØØª الرماد، ÙˆÙيه غضب شعبي على خلÙية معاناة كبيرة، لكنه
مكتوم ومش عار٠يعبر عن Ù†ÙØ³Ù‡ بصورة Ù…ÙØªÙˆØØ©. والنتيجة: الصراع رقم 1 متراجع.
ÙˆÙÙŠ
ظل الإÙلاس الشديد للإخوان السملمين وللتيار الإسلامي عموماً (جزئياً
نتيجة للقمع لكن لأسباب تانية كتير منها Ø§Ù„Ø§ÙØªÙ‚ار الشديد لرؤية سياسية
ناضجة)ØŒ ÙØ§Ù„صراع رقم 3 متراجع.
خصوصية Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø© بقى هي إنه يبدو ان
الصراع رقم 2ØŒ يعني الصراع بين الناس اللي Ùوق Ø¨ÙØ±Ø¹ÙŠÙ‡ السياسي والاقتصادي،
لكن السياسي بالذات، مستعر جداً رغم انه مش ظاهر للناس وطبيعته مستترة.
هو
ده اللي خلاني اختار للبوست ده، ومجموعة البوستاتت اللي بعديه Ùيما أنوي
وأرجو، عنوان "Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø© القنديلية ÙÙŠ مصر؟"ØŒ والغرض من علامة الاستÙهام هو
التأكيد على ان الغرض هنا هو التساؤل وليس القطع بشكل مسبق بطبيعة Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø©
المصرية الشائكة النهاردة. وتعبير القنديلية ده هو نسبةً Ù„Ù„Ø¨Ø§ØØ« المصري
ØØ§Ø²Ù… قنديل اللي نشر بين 2012 Ùˆ 2016 كتب تلاتة مهمة جداً بالإنجليزي أظن
انها ما خادتش خالص ØÙ‚ها من الاهتمام بما يتناسب مع أهميتها الكبيرة.
وميزة
ØØ§Ø²Ù… قنديل الكبيرة ÙÙŠ تقديري هي تسليطه الضوء بطريقة غنية جداً على
الصراعات الدائرة داخل أجهزة الدولة الصلبة ÙÙŠ مصر كعامل رئيسي ÙÙŠ تطوÙّر
البلد سياسياً على مدى السبعين سنة الأخيرة. بمعنى آخر، هو مش بيبص على
الدولة كجهاز متجانس، بل كبؤرة لصراعات بين مؤسسات لها مصالØÙ‡Ø§ Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ©
وطبيعتها المستقلة نسبياً ضمن شراكة ÙÙŠ السلطة. وده هو موضوع كتابه الأول
بعنوان "جنود وجواسيس ورجال دولة".
وأنا هنا عايز أقول اني Ù…Ù„Ø§ØØ¸
نغمة بين معارضي النظام Ø§Ù„Ù…Ù†ØØ· اللي ØØ§ÙƒÙ…نا مش Ù…Ø±ÙŠØØ© بالنسبة لي. النغمة دي
بتقول ما لناش دعوة خالص بالصراعات اللي بين الأجهزة أياً كانت. الكلام ده
ضيق الأÙÙ‚ جداً لإن Ùهم طبيعة النظام ده شرط ضروري للنضال ضده وتغييره
بشكل ÙØ¹Ø§Ù„Ø› وده لإن صراعات السلطة اللي Ùوق دي ممكن لو Ùهمها كويس الناس
اللي ØªØØª يعرÙوا يستخدموها Ù„Ù…ØµÙ„ØØªÙ‡Ù…ØŒ سواء ÙÙŠ توسيع المجال السياسي وانتزاع
ØØ±ÙŠØ§Øª ÙˆØÙ‚وق أو ÙÙŠ تØÙ‚يق تغيير جذري.
وبعد الملØÙˆØ¸Ø© دي، أرجع
للموضوع وأقول إنه الجميل كمان ان ØØ§Ø²Ù… قنديل اهتم بالإخوان المسلمين
ÙˆØ£ØªÙŠØØª له تجربة ÙØ±ÙŠØ¯Ø© ÙÙŠ الاقتراب من الجماعة بل يمكن "دخول دماغها"ØŒ
ÙˆØ§Ø³ØªÙØ§Ø¯ من التجربة دي ÙÙŠ تخصيص Ø£ØØ¯ كتبه التلاتة المشار إليها لتØÙ„يل بالغ
الأهمية للإخوان من الداخل.
عايز أؤكد ان قراية ØØ§Ø²Ù… قنديل مش
هتديلنا طبعاً إجابات مباشرة عن الأسئلة اللي ÙÙŠ أذهاننا عن الوضع السياسي
الملتبس ÙÙŠ مصر. لكن أظن انها Ø¨ØªÙˆÙØ± لنا خلÙية قوية وأساس منهجي للتÙكير
بشكل أرقى ÙÙŠ طبيعة صراعات الناس اللي ÙÙŠ قمة السلطة ÙÙŠ مصر النهاردة، ضمن
سياقها التاريخي منذ يوليو 1952.
وإذا كان كتاب ØØ§Ø²Ù… قنديل عن
الإخوان بيوسع صورة المشهد المصري ليشمل إلى جانب نظام الضباط ومآلاته
Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§ÙØ³ السياسي الأساسي لهم، Ùكتابه التالت Ø¨ÙŠØØ· موضوع الصراع على القوة
داخل أجهزة الدولة الصلبة ÙÙŠ مصر ÙÙŠ إطاره الإقليمي ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ…ÙŠ الأوسع ÙÙŠ
إطار دراسة مقارنة شيقة لتجارب مصر وإيران وتركيا.
نقطة أخيرة هختم
بها البوست التمهيدي ده. ØØ§Ø²Ù… قنديل بيكتب بطريقة ممتعة وشيقة جدا. ونظراً
لأهمية شغله وطابعه الشيق، هعرض كتبه التلاتة، وخصوصاً الأول والتاني، بشيء
من Ø§Ù„ØªÙØµÙŠÙ„ مع أخذ اقتباسات طويلة منها، مش كبديل يغني القراء عن قراءة
الكتب، بل بالعكس ÙÙŠ Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© لتشجيع اللي يقدر يقرا الكتب دي بالإنجليزي على
قرايتها، مع أملي انها تترجم للعربي.
البوست ده طلع معايا بالعامية، لكن غالباً الكتابة بعد كده هتبقى Ø¨Ø§Ù„ÙØµØÙ‰.
ÙˆÙ‡ØØ§ÙˆÙ„
بعد العرض Ø§Ù„ØªÙØµÙŠÙ„ÙŠ نسبياً أناقش، Ø¨Ø§Ù„ØªÙØ§Ø¹Ù„ مع المهتمين، مدى إمكانية
Ø§Ù„Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¯Ø© من الشغل ده بصورة نقدية ÙÙŠ Ùهم الواقع الملتبس ÙÙŠ مصر ÙˆØ§Ù„ØªÙØ§Ø¹Ù„
معه. هعمل ده ÙˆÙÙŠ ذهني سؤال مهم: إزاي نستÙيد من الصراعات اللي ÙÙŠ معسكرهم
علشان نقوي معسكرنا؟
ØØ§Ø²Ù… قنديل، جنود وجواسيس ورجال دولة: طريق مصر الثورة
ÙŠÙهدي
ØØ§Ø²Ù… قنديل كتابه إلى "أبطال الثورة المصرية"ØŒ لكن الكتاب ليس ÙÙŠ واقع
الأمر عن الثورة، ÙØ£ÙƒØ«Ø± من 80 ÙÙŠ المائة منه مخصّص لتطوّر النظام المصري
خلال العقود الستة السابقة عليها، أي نظام 23 يوليو ÙÙŠ مراØÙ„Ù‡ المتعاقبة.
وقد صدرت الطبعة الأولى من الكتاب ÙÙŠ أواخر عام 2012ØŒ وينتهي السرد Ùيها
بظهور نتائج الانتخابات الرئاسية التي أوصلت Ù…Ø±Ø´Ø Ø§Ù„Ø¥Ø®ÙˆØ§Ù† المسلمين
Ø§Ù„Ø§ØØªÙŠØ§Ø·ÙŠØŒ Ù…ØÙ…د مرسي، إلى كرسي رئاسة مصر. وصدرت بعد ذلك بسنتين طبعة
ثانية لم ÙŠÙØ¯Ø®Ù„ المؤل٠Ùيها أي تغيير على الطبعة الأولى، سوى أنه أضاÙ
خاتمة من 20 ØµÙØØ© بعنوان: "30 يونيو: الجيش يرد الضربة؟" ويتميز الكتاب
بالتوثيق الممتاز ÙˆØØ³Ù† استخدام مراجعه الكثيرة للبرهنة على ØµØØ© منظوره،
والأسلوب الشيق والسلس، والنسج الماهر لوقائع معقدة ÙÙŠ سردية منسجمة.
المقدمة
إذا
كان العنوان Ø§Ù„ÙØ±Ø¹ÙŠ Ù„Ù„ÙƒØªØ§Ø¨: "طريق مصر إلى الثورة" يوØÙŠ Ø¨Ø£Ù† Ø§Ù„Ù…Ø¤Ù„Ù ÙŠØ¨ØØ«
جذور الثورة وأسبابها التاريخية، ÙØ¥Ù† المقدÙّمة سرعان ما تنÙÙŠ ذلك. يكتب
Ùيها ØØ§Ø²Ù… قنديل: "الأسباب الجذرية لثورة 25 يناير ÙÙŠ مصر يستØÙŠÙ„ تمييزها
وتصنيÙها مثلها ÙÙŠ ذلك مثل تلك التي ألهمت أي ثورة. يجب على المرء على
الأقل أن ÙŠÙقر بأن الوقت لا يزال مبكرًا على ØªØØ¯ÙŠØ¯ لماذا خرجت الملايين
التي Ù‚Ùمعت لأمد طويل للغاية إلى الشارع ÙÙŠ هذا اليوم Ø§Ù„Ù…ØØ¯ÙŽÙ‘د وعقدت العزم
على عدم العودة إلى البيوت" (ص 1). وبعد قليل يضي٠المؤلÙ: "بالمثل، ÙØ¥Ù†
توقÙّع نتيجة هذه Ø§Ù„Ø§Ù†ØªÙØ§Ø¶Ø© الهائلة لا يمكن عند هذه النقطة سوى أن يكون
ضربًا من التخمين؛ وإذا ما ظهر Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ نظام جديد، ÙØ¥Ù† تبلوره سيستغرق
سنوات. ولذا، ÙØ¥Ø° ينأى Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ عن تلك المهام الجسام – والعقيمة على Ø§Ù„Ø£Ø±Ø¬Ø â€“
يستهد٠هذا الكتاب هدÙًا ملموسًا أكثر تواضعًا بكثير، ألا وهو Ùهم ما جعل
الثورة ممكنة متى اكتملت شروطها المسبقة" (ص 1). بعبارة أخرى، لا يسعى
قنديل إلى الإجابة عن السؤال "لماذا"ØŒ بل عن السؤال "كيÙ". وهو يكتب:
"بدلاً من السؤال عمّا تسبَّب ÙÙŠ الثورة، Ø£ØØ§ÙˆÙ„ أن Ø£Ø´Ø±Ø ÙƒÙŠÙ ÙÙØªØ لها
الطريق. كي٠تسنّى للشعب أن ÙŠØªØØ¯Ù‰ دكتاتوريته التي بدت لا تÙقهر وأن ينجØ
ÙÙŠ مسعاه؟ تكمÙÙ† الإجابة ÙÙŠ هذه Ø§Ù„ØØ§Ù„ة، كما ÙÙŠ عدد لا ÙŠÙØØµÙ‰ من Ø§Ù„ØØ§Ù„ات
الأخرى، ÙÙŠ موق٠الجيش وقوات الأمن. Ùكونه يتعذّر على أي ثورة أن تنتصر ما
دامت الأجهزة القسرية للنظام القديم قادرة على قمعها وراغبة Ùيه لهو Ø£ØØ¯
الØÙ‚ائق البديهية القليلة ÙÙŠ ØÙ‚Ù„ نظرية الثورة. بل إن المرء قد يزعم أن
Ø¨Ø§ØØ«ÙŠ Ø§Ù„Ø«ÙˆØ±Ø§Øª لا يتÙقون على الكثير عدا ذلك" (ص 1-2).
لماذا إذن
ØÙ‚قت الثورة المصرية نجاØÙ‹Ø§ أوليًا تمثَّل ÙÙŠ إسقاط مبارك؟ يكتب قنديل:
"Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„Ø£ÙˆÙ‘Ù„ÙŠ للثورة ÙÙŠ مصر ÙŠØªØØ¯Ù‰ Ø§Ù„ÙØ±Ø¶ÙŠØ© التبسيطية القائلة بأن قوات
الجيش والأمن هي بالأساس ’القبضات Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ÙŠØ©â€˜ أو ’الأيادي الثقيلة‘ للسلطة
أو غير ذلك من مثل تلك المجازات التي تصوÙّرها كمجرد ذيول وليس كمؤسسات
مستقلة لها Ù…ØµØ§Ù„Ø ØªØ´Ø§Ø±ÙƒÙŠØ© (corporate) متمايزة. إن القوات Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„ØØ© والمؤسسة
الأمنية هما شريكان كاملان ÙÙŠ الكتلة Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…Ø© لأي بلد. إنهما يعملان مع
الجهاز السياسي وليس لصالØÙ‡ – بغض النظر عمّا يقوله الدستور. ÙˆÙÙŠ ØÙŠÙ† أن
Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø´Ø±ÙƒØ§Ø¡ الثلاثة عادةً ما تتلاقى (ÙÙŠ إسقاط لصورة القوة)ØŒ ÙØ¥Ù†Ù‡Ø§
أبدًا لا تتماثل" (ص 2).
المؤسستان العسكرية والأمنية إذن شريكتان
للجهاز السياسي. Ùكي٠يستطيع القادة المدنيون إخضاع شريكيهما القويين؟ يكتب
قنديل: "إنهم عادةً ما ÙŠØªÙØ§ÙˆØ¶ÙˆÙ† على ترتيب للقوة ÙŠÙØ¹ÙŠÙّن ØØ¯ÙˆØ¯ دوائر
النÙوذ. والوزن النسبي لكل٠من المؤسسات الثلاث هو الذي يجعل نظامًا
ديمقراطيًا، وآخر خاضعًا لسيطرة الجيش، وثالثًا دولة بوليسية سلطوية. ولذا،
يجب أن يبدأ تØÙ„يل أي نظام Ø¨ØªÙˆØ¶ÙŠØ (أو كش٠غموض) العلاقة داخل ’مثلث
القوة‘ هذا. وهذا هو جوهر الواقعية المؤسسية، التي ØªÙØ³Ù„Ùّط الضوء على صراع
القوة الذي لا يلين بين مؤسسات ØØ±ÙŠØµØ© على مصالØÙ‡Ø§ الخاصة داخل الدولة. إنها
تÙهم الدولة لا ككيان مشيَّء أو مصمت، بل كخليط من المؤسسات، لكل٠منها
أجنداته الخاصة الرامية إلى تعظيم قوته. Ø£ØÙŠØ§Ù†Ù‹Ø§ ما تكون متنازعة (مهما كان
النزاع Ø®Ø§ÙØªÙ‹Ø§)ØŒ ÙˆÙÙŠ Ø£ØÙŠØ§Ù† أخرى Ù…ØªØØ§Ù„ÙØ©ØŒ لكن هدÙها يكمن دومًا ÙÙŠ تعزيز
مصالØÙ‡Ø§. وبطبيعة Ø§Ù„ØØ§Ù„ØŒ تنتج عن هذه Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§ÙØ³Ø© تشكيلات للقوة تعطي Ø§Ù„Ø£ÙØ¶Ù„ية
لبعض Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø¨ÙŠÙ†Ù…Ø§ تكبت Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø£Ø®Ø±Ù‰ØŒ ولكن مجرد تغيرات Ø·ÙÙŠÙØ© ÙÙŠ الظروÙ
الداخلية أو الجيوسياسية يمكن أن ØªÙØ®Ù„Ù‘ بالتوازن القائم، الأمر الذي
ÙŠÙØ¹Ø¬Ùّل بجولة جديدة من الصراع ØªÙØ±Ø² ÙÙŠ النهاية تكوينات جديدة للقوة. وبهذه
الطريقة، يمكن أن نرى أن نوع النظام يعكس توازن القوى القائم ÙÙŠ أي وقت
بعينه، وليس تراتبية رسمية أو ممارسات متأصلة" (ص 2-3).
ويستطرد المؤلÙ
شارØÙ‹Ø§ أن "نقطة بداية جيدة لتØÙ„يل الصراع داخل مثلث القوة المصري تتمثّل
ÙÙŠ انقلاب يوليو 1952ØŒ ØÙŠÙ†Ù…ا أجرى قادة ØØ±ÙƒØ© الضباط Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø± (مثلهم مثل
صنّاع أي انقلاب) تقسيمًا Ùوريًا للعمل بين هؤلاء الذين يديرون الØÙƒÙˆÙ…ة،
وأولئك الذين يتولون الأمن، وأولئك المسيطرين على سلك الضباط. ÙˆØªØ±Ø§ÙˆØØª
مكونات هذا النظام المتمايز داخليًا بين التعاون ÙˆØ§Ù„ØªÙ†Ø§ÙØ³ على مدى العقود
الستة التي تلت الانقلاب. ويعود ذلك إلى كون مصالØÙ‡Ø§ØŒ وإن تداخلت Ø£ØÙŠØ§Ù†Ù‹Ø§ØŒ
ظلت Ù…Ù†ÙØµÙ„Ø© بالأساس. ÙØ§Ù„قيادة السياسية Ø§ØØªØ§Ø¬Øª إلى التأييد العسكري Ùˆ/أو
الأمني للØÙاظ على سلطتها إذا ما Ø±ÙØ¶Øª الجماهير أن تطيع، لكنها لعبت على
Ø§Ù„ØªÙ†Ø§ÙØ³ بينهما لزيادة استقلاليتها وتجنÙّب أن تقع رهينة لأي منهما. ÙˆÙهمت
المؤسسة الأمنية أن Ù†Ùوذها يتوقًّ٠على استمرار الأوتوقراطية، وأن الانتقال
إلى الديمقراطية سيكون نذيرًا بأÙول قوتها. أما الذين بقوا ÙÙŠ الجيش، Ùقد
أربكتهم الآثار الضارة للتسييس على الجاهزية القتالية للقوات وصورتها
العامة. وذهب ØªÙØ¶ÙŠÙ„هم إلى العودة للثكنات بعد تنÙيذ Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§ØØ§Øª المطلوبة،
وعدم التدخل مجددًا إلا عند الضرورة. ÙˆØ¨Ø¯Ø§ÙØ¹ من Ù…ØµØ§Ù„Ø Ù…ØªÙ†ÙˆØ¹Ø©ØŒ انجذبت
المؤسسات الثلاث ØØªÙ…ًا Ù†ØÙˆ Ù…Ù†Ø§ÙØ³Ø© Ù…ØÙ…ومة على السيطرة على النظام، Ù…Ù†Ø§ÙØ³Ø©
تجلّت داخل بيئة داخلية وجيوسياسية مضطربة. ومن المؤكد أن الهد٠لم يكن هو
قضاء مؤسسة على البقية، بل أن ÙŠÙØ®Ø¶Ø¹ شريك ÙˆØ§ØØ¯ ÙÙŠ الكتلة Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ…Ø© الشريكين
الآخرين.
ولسنوات، أدت Ø§Ù„ØªØØ§Ù„ÙØ§Øª المتغيرة بين مكوّنات هذا المركَّب
Ø§Ù„ØØ§ÙƒÙ… المثلث، وكذلك بينها وبين القوى المتدخلة داخل البلد وخارجه، إلى
تغيير مستمر ÙÙŠ ميزان القوى بينها. ومع ذلك، ÙØ¥Ù† المسار العام شهد Ø§Ù„ØªØØ§Ù…ًا
تدريجيًا بين المكوÙّنين السياسي والأمني للنظام لإبعاد الشريك الثالث إلى
الهامش. وبدأ نظام السيطرة العسكرية ÙÙŠ الخمسينات يتهاوى بØÙ„ول السبعينات.
ÙˆÙÙŠ اليوم الذي تقلَّد Ùيه ØØ³Ù†ÙŠ Ù…Ø¨Ø§Ø±Ùƒ منصب الرئاسة، كانت مصر قد تØÙˆÙ‘لت
Ø¨Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ من دولة عسكرية إلى دولة بوليسية. أما اليوم الذي شهد عزله، Ùقد جاء
به جيش رأى ÙÙŠ Ø§Ù„Ø§Ù†ØªÙØ§Ø¶Ø© الشعبية ÙØ±ØµØ© لإنزال العقاب" (ص 3-4).
ويختتم
قنديل المقدÙّمة شارØÙ‹Ø§ بنية الكتاب. "بعد استعراض قصير للمظالم العسكرية
الكامنة وراء انقلاب 1952ØŒ ØªÙØØµ ÙØµÙˆÙ„ الكتاب الخمسة الأولى بكثير من
Ø§Ù„ØªÙØµÙŠÙ„ الØÙ„قات المضطربة التي ØØ¨Ø³Øª مصر ÙÙŠ مسارها المقدَّر: أزمة مارس
1954Ø› هزيمة يونيو 1967Ø› "ثورة التصØÙŠØ" ÙÙŠ مايو 1971Ø› ØØ±Ø¨ أكتوبر 1973Ø›
ثورة يناير 2011. ويتناول كل ÙØµÙ„ توازن القوى، والمسائل موضع الرهان،
ÙˆØ§Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø« المؤسÙّسة، والنتاج الذي أعد Ø§Ù„Ù…Ø³Ø±Ø Ù„Ù„Ù…ÙˆØ§Ø¬Ù‡Ø© التالية. ويعرض
Ø§Ù„ÙØµÙ„ الختامي ثورة 25 يناير بوصÙها ÙˆØ§ØØ¯Ø© من ØÙ„قات عدة من الصراع، وهي
ØÙ„قة بدَّلت ببساطة مواقع اللاعبين وأعادت تأسيس ØÙ‚Ù„ القوى لكي تمهÙّد
الطريق أمام جولة أخرى" (ص 4).
وسألخص Ùيما يلي Ø§Ù„ÙØµÙ„ التمهيدي القصير عن العد التنازلي لانقلاب يوليو 1952.
تمهيد: العد التنازلي لانقلاب يوليو 1952
يبدأ
قنديل هذا Ø§Ù„ÙØµÙ„ Ø¨Ù…Ù„Ø§ØØ¸Ø© Ù…ÙØ§Ø¯Ù‡Ø§ أن نتاج الثورة نادرًا ما يتطابق مع نوايا
القائمين بها، وأن كلًا من انقلاب 1952 ÙˆØ§Ù†ØªÙØ§Ø¶Ø© 2011 ÙÙŠ مصر يبرهن جليًا
على ذلك. غير أن ÙØØµ خلÙية ونوايا أولئك الذين ØØ§ÙˆÙ„وا إسقاط ØÙƒØ§Ù…هم يساعد
ÙÙŠ الكش٠عن منطق النظم التي Ø£ÙØ±Ø²ÙˆÙ‡Ø§ عن غير قصد. وهو ÙÙŠ هذا Ø§Ù„ÙØµÙ„ القصير
يجري هذا Ø§Ù„ÙØØµ لخلÙية ونوايا ضباط يولو تمهيدًا لدراسة النظام الذي بنوه
ÙÙŠ مراØÙ„Ù‡ Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© ÙÙŠ ÙØµÙˆÙ„ الكتاب اللاØÙ‚Ø©.
Ùما الذي ألهم بالضبط
انقلاب يوليو 52 الذي Ù†ÙØ°ØªÙ‡ مجموعة سرية من صغار الضباط أطلقت على Ù†ÙØ³Ù‡Ø§
اسم "ØØ±ÙƒØ© الضباط Ø§Ù„Ø£ØØ±Ø§Ø±"ØŒ ÙØ£Ø¹Ø¯Øª بذلك Ø§Ù„Ù…Ø³Ø±Ø Ù„Ù„Ù†Ø¸Ø§Ù… الجديد ÙÙŠ مصر؟
...more